امتثل ريال مدريد الإسباني لمخلفات مباراة الذهاب و خرج من دور نصف نهائي دوري أبطال أوربا رغم فوزه بهدفين نظيفين على ضيفه بوروسيا دورتموند الألماني في اللقاء الذي جرى على ملعب سانياغو برنابيو برسم إياب قبل نهائي المسابقة الأوروبية الأغلى ، ليعبر النادي الألماني للنهائي بعد استفادته من الفوز ذهابا بأربعة أهداف مقابل هدف قبل أسبوع بألمانيا .
الناديان استهلا المواجهة بتشكيلتين لم تطرأ عليهما تغييرات كثيرة بالمقارنة مع مقابلة الذهاب ، فمن جهة ريال مدريد دفع جوزيه مورينيو بإيسيان على الرواق الأيمن و منح ثقته للكرواتي مودريتش لقيادة وسط الميدان و تنظيم الهجمات فيما ظلت باقي المراكز على حالها ، أما من جانب النادي الألماني فقد دخل يورغن كلوب بنفس التركيبة البشرية التي خاضت مواجهة الذهاب مؤمنا بشعار " لا يجب تغيير الفريق الفائز " .
تنظيم ألماني مُحكم يفرمل الآلة الهجومية المدريدية
المباراة انطلقت دون مقدمات و بمحاولات مدريدية لفك شفرة الدفاع الألماني الذي انكب على امتصاص المد الإسباني و احتواء رغبة رفاق كريستيانو في افتتاح شريط التسجيل بهدف مبكر ، ذلك ما كاد يفشل فيه الألمان عندما انفرد الأرجنتيني غونزالو هيغواين بالحارس و سدد كرة حولها حامي عرين الضيوف فايدنفلر في حدود الدقيقة 4 ' .
أبناء يورغن كلوب أعلنوا مبكرا أنهم لم يأتوا للعاصمة الإسبانية للدفاع و تحصين مناطقهم الدفاعية فحسب و إنما لتهديد مرمى أصحاب الأرض و الجمهور الذين سلموا في الدقيقة 6 ' من كرة للهداف البولندي روبرت ليفاندوفسكي لم يجد دييغو لوبيز أية صعوبة في احتصانها ، قبل أن يُجيب الفتى المدلل كريسيتانو رونالدوبعد بدقيقة واحدة بتسديدة من مشارف معترك العمليات علت مرمى لوبيز .
و إيمانا منه بحتمية زيارة شباك دورتموند في الدقائق الأولى للمقابلة قصد نيل الثقة و رمي الضغط على النادي الألماني ، حرص الميرينغي على الإستحواذ على الكرة و الإنهماك في إيجاد المنافذ المؤدية لمرمى فايدنفلر ، مقابل اعتماد رفاق صانع الألعاب ماريو غوتزه على الهجمات العكسية ، علاوة على البناءات الهجومية التي كادت تؤتي أكلها عبر المتألق ليفاندوفسكي في الدقيقة 12' حينما أدلى بتصويبة كان الحارس لوبيز في انتظارها ، ليعود بعدها النادي الملكي بدقيقة إلى الرد بانفرادين خطيرين عبر كل من رونالدو الذي صادفت كرته يقظة الحارس الألماني و أوزيل الذي مرت تسديدته بمحاذاة المرمى بقليل ليُضيعا على الأبيض الملكي فرصة تسجيل هدف التقدم .
بقدوم الدقيقة 14 ، تلقى عشاق الأصفر الألماني أولى الأنباء السيئة بخروج صانع الألعاب ماريو غوتزه الإضطراري و تعويضه بالبديل كيفن جروسكروتز ، غير أن هذا المعطى لم يغير من طبيعة المواجهة التي طغى عليها الإندفاع الهجومي للمدريديين و الضغط المتقدم و العالي على حامل الكرة من جهةو تحصين المناطق الدفاعية و الإستنجاد بالهجمات المرتدة من طرف ممثل الكرة الألمانية من جهة أخرى .
خلال منتصف الشوط الأول ، بدأ الهيجان الإسباني يهدأ شيئا فشيئا و أخذت الكتبية الألمانية في نيل الثقة بقيامها ببعض التمريرات القصيرة المُسترسلة مما أشر على أن النادي الأصفر اجتاز مرحلة الخطر بنجاحه بعدم تلقي أي هدف في النصف ساعة الأولى ، إيقاع كان رونالدو على وشك تكسيره في الدقيقة 40 ' حينما منعه الحارس فايدنفلر من الإدلاء بضربة رأسية عبر تمريرة عرضية جهزها له المهاجم غونزالو هيغواين .
مع اتجاه الشوط الأول إلى النهاية ، احتدمت المنافسة و اشتد الصراع في وسط الميدان بين نادي إسباني يرى هز الشباك بمثابة لبنة أولى لتدارك فارق الثلاثة أهداف و فريق ألماني يسعى جاهدا إلى كبح جماح الزحف المدريدي الذي أعرب عن ضعفه و عدم نجاعته في الدقيقة 46' بتصويبة رعناء لرونالدو مرت عالية من العرين الألماني ، لتنتهي الجولة الأولى بالتعادل السلبي بين الطرفين .
سيناريو هيتشكوكي كاد يضع الريال في النهائي
بداية المرحلة الثانية جاءت على شاكلة نظيرتها الأولى حيث ألقى أبناء مورينيو بثقلهم الهجومي نحو المناطق الدفاعية للفريق الألماني الذي لاذ بالهجمات العكسية التي كادت تكون لها الكلمة الفاصلة في اللقاء بالمحاولة التي أهدرها رويس في الدقيقة 49 ' من داخل مربع العمليات بتسديده الكرة عالية و انفراد ليفاندوفسكي بعدها بدقيقة واحدة بكرته المرتطمة بالعارضة التي أنقذت الكتيبة الإسبانية من الخروج رسميا من النصف .
عقب الإنطلاقة الحارقة التي اكتنفتها تهديدات ألمانية بالغة الخطورة ، انحصرت الكرة في وسط الميدان و بدا أن المجموعة الإسبانية فاقدة للسيطرة على مجريات المقابلة ، مما حمل الربان البرتغالي مورينيو على الزج بكل من المهاجم الفرنسي بنزيما و صانع الألعاب كاكا مكان كوينتراو و هيغواين بهدف تنشيط الماكينة الهجومية للنادي الملكي و لعب أوراق جديدة بعدما غاب رونالدو في أدغال الدفاع الألماني .
التغيير الذي أجراه مورينيو على تركيبته البشرية ، آتى بنتائج عكسية و معادية للمطامح الإسبانية حيث ادلت الدقيقة 60 ' بانفراد لمتوسط الميدان غوندوغان الذي قوبلت كرته بتألق و براعة الحارس المُتميز دييغو لوبيز الذي أزاحها عن مرماه ، لتستمر بعد ذلك السيطرة الألمانية النسبية التي ترجمها الإستحواذ على الكرة و الإستقرار في منتصف ملعب الكتيبة المدريدية .
الإنفراج الهجومي لأبناء كلوب لم يستمر طويلا ، إذ كسرته محاولة دي ماريا التي ذهبت قريبة من القائم الأيسر لمرمى دورتموند في حدود الدقيقة 66' ، ليعود بعدها رونالدو بتصويبة هوائية حلقت بعيدا عن عرين الحارس فايندفلر عكست أداء البرتغالي الباهت في هذه المواجهة .
قبل 15 دقيقة من نهاية الصدام الإسباني الألماني ، كرست المجموعة الألمانية إحكامها على زمام الأمور بتهديد خطير كان من وراءه القناص ليفا الذي كان على وشك هز الشباك المدريدي لولا ارتطام كرته بالدفاع الإسباني ، إلا أن رد الكتيبة المدريدية كان قاسيا بهدف أحيى الأمال الإسبانية سجله البديل كريم بنزيمة في الدقيقة 82 ' .
افتتاح رفاق رونالدو لشريط التسجيل ، فتح شهيتهم و بعث الروح في أمالهم مما جعلهم يشنون هجمات بالجملة على المرمى الألماني كانت أخطرها مناورة بنزيمة الذي سدد سددة كرة تألق الحارس الألماني في تحويلها إلى ركنية ، قبل أن يرفض سيرخيو راموس الإذعان لرغبة الدفاع الألماني بتسديدة هزت شباك الحارس فايندفلر في الدقيقة 88' لييقظ أحلام عشاق و مناصري النادي الملكي .
بعد الهدف الثاني ، اشتدت لهجة الريال الهجومية و ألقوا بجميع وسائلهم الهجومية لزيارة الشباك الألماني و خطف تذكرة المرور ، مسعى عبر عنه راموس في الدقيقة 93 ' برأسية مرت بمحاذاة المرمى ، لتختتم محاولة راموس شريط الهجمات المدريدية و تنتهي المقابلة بهدفين نظيفين للميرينغي لم يكفلا له المرور للنهائي .
تعليقات
إرسال تعليق